شهدت مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، تطورات ميدانية لافتة اليوم، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات مسلحة في المحورين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي للمدينة، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان، ونزوح عشرات الأسر من المناطق القريبة، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية موثوقة.
ووفق معلومات حصل عليها موقع ” النوارس ” فإن المواجهات اندلعت إثر محاولة المليشيات التقدم نحو مواقع استراتيجية في أطراف المدينة، إلا أن القوات النظامية تصدت للهجوم مستخدمة أسلحة ثقيلة وخفيفة، وسط دوي انفجارات سُمع لساعات متواصلة، بحسب شهود عيان.
المعارك، التي ما زالت متقطعة حتى مساء اليوم، دفعت عددًا من الأسواق للإغلاق وسط مخاوف من اتساع نطاق العمليات، بينما أعلنت المستشفيات العامة حالة الطوارئ تحسبًا لوصول أعداد كبيرة من الجرحى، حسب ما أظهرته تقارير طبية محلية.
تأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد النزاع في إقليم دارفور، الذي يشهد منذ أسابيع تصعيدًا عسكريًا للسيطرة على المحاور الحيوية المؤدية إلى وسط مدينة الفاشر، والتي باتت مركزًا استراتيجيًا للصراع بين الجيش والمليشيات المسلحة، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة تم التحقق من صحتها.
التوتر المتصاعد في شمال دارفور يعكس تعقيدات المشهد السوداني، حيث تتحول المدن الكبرى إلى ساحات قتال في ظل غياب أي اختراق سياسي يُذكر، ما يُنذر بموجة نزوح جديدة وتداعيات إنسانية قد تتجاوز الحدود المحلية لمدينة الفاشر .