في تطور لافت يعكس مؤشرات على إعادة ترتيب الأولويات داخل المشهد السوداني، شهدت مدينة رهد النوبة بولاية شمال كردفان زيارة غير معلنة مسبقًا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وسط حشود جماهيرية وصفت بأنها “الأوسع” منذ بداية جولاته الأخيرة في ولايات السودان.
ووفق معلومات حصل عليها موقع “النوارس ” تجمّع المئات من سكان المدينة في وقت مبكر من صباح اليوم في الشوارع والساحات الرئيسية، وسط أجواء احتفالية عبّرت عن دعم واضح لقيادة الجيش وتأكيد شعبي على وحدة الصف الوطني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.
أظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر منصات محلية حضورًا كثيفًا واحتفاءً جماهيريًا غير مسبوق بالزيارة، فيما بدا لافتًا رفع لافتات وشعارات تطالب بمشروعات تنموية وخدمية عاجلة في مجالات الصحة، التعليم، والبنية التحتية.
وخلال جولته الميدانية، أجرى البرهان لقاءات مغلقة مع قيادات أهلية وإدارية، حيث تم الاستماع إلى تقارير ميدانية بشأن الأوضاع المعيشية، كما ناقش المجتمعون خريطة الأولويات التنموية التي يمكن تنفيذها في المدى القريب.
مصادر مطلعة كشفت أن الزيارة، التي وُصفت بـ”الرمزية”، تأتي في إطار استراتيجية جديدة لتعزيز التلاحم الشعبي والمؤسسي في الولايات، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد منذ أشهر.
وأكد البرهان، بحسب ذات المصادر، التزام الدولة بتنفيذ حزمة من المشاريع التي “تلامس حياة المواطن مباشرة”، مشيرًا إلى أن تواصله الميداني المستمر مع القواعد الشعبية يعكس نهج القيادة في الاستماع الفعلي والوقوف على الاحتياجات من أرض الواقع.
يُذكر أن شمال كردفان تمثل واحدة من المناطق ذات الثقل الاستراتيجي في السودان، ما يضفي على الزيارة بعدًا يتجاوز الطابع البروتوكولي إلى رسائل سياسية ضمنية تتعلق بوحدة البلاد وتماسك الجبهة الداخلية.