متابعات – النوارس – كشفت مصادر أمنية مطّلعة عن تداعيات عسكرية وأمنية واسعة النطاق أعقبت الغارات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة السودانية على مواقع استراتيجية تابعة لمليشيا الدعم السريع قرب مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور.
الغارات، التي وُصفت بأنها دقيقة ومنسّقة، استهدفت مستودعات ذخيرة وطائرات مسيّرة، وأدت إلى تدميرها بالكامل، ما شكّل ضربة قوية لقدرات المليشيا اللوجستية في المنطقة.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ”نبض السودان”، سارعت قيادة الدعم السريع إلى عقد اجتماع طارئ مساء السبت لمراجعة تداعيات الضربة الجوية، وسط حالة من الارتباك العسكري والتوتر داخل صفوفها. وتقرر على إثر الاجتماع تنفيذ إجراءات أمنية صارمة تمثلت في إعادة هيكلة التوزيع القبلي داخل المليشيا، خصوصًا في محيط مطار نيالا.
ومن بين أبرز هذه الإجراءات، جاء قرار عاجل بإبعاد مقاتلي بعض القبائل، أبرزها البني هلبة والمسيرية، من المواقع القريبة من المطار، مع الإبقاء فقط على أفراد من قبيلة الرزيقات، التي تُعد القاعدة القبلية الأساسية لقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
الإجراء لم يتوقف عند هذا الحد، بل شمل أيضًا سحب القيادات القبلية من مواقع اتخاذ القرار العسكري داخل المليشيا، وتسليم القيادة الفعلية بالكامل لعناصر الرزيقات. خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على تصدع داخلي متنامٍ داخل التشكيل القبلي للدعم السريع، وسط بوادر فقدان الثقة بين مكوناته القبلية.
وأشارت المصادر إلى أن القبائل المستبعدة بدأت فعلياً في التعبير عن غضبها من هذه القرارات، متهمة القيادة العليا بتنفيذ أجندة حميدتي دون مراعاة للمصالح والتوازنات القبلية داخل المليشيا.
ويرى مراقبون أن هذه التحولات قد تكون نذير انقسام داخلي خطير داخل الدعم السريع، ما يفتح الباب أمام القوات المسلحة لاستغلال هذه الثغرات في سبيل استعادة السيطرة على دارفور وتفكيك البنية التنظيمية للمليشيا من الداخل.