متابعات – النوارس – يواجه كامل إدريس، الذي تم تعيينه مؤخراً رئيساً لوزراء السودان، تحديات بالغة التعقيد في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد.
قراره بتولي المنصب قوبل برفض من عدد من القوى المدنية، وعلى رأسها تحالف “صمود”، الذي اعتبر التعيين خطوة أحادية لا تعبّر عن توافق وطني، وتتناقض مع تطلعات الشارع السوداني في مرحلة تتطلب توحيد الجهود لا تعميق الانقسام.
في ظل استمرار الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، يجد إدريس نفسه أمام مهمة شاقة تتطلب معالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة ووقف نزيف الدم الذي طال أرجاء واسعة من البلاد. كما تفرض عليه المرحلة التعامل مع اقتصاد منهار ومؤسسات شبه مشلولة، في وقت يعاني فيه المواطنون من انعدام الخدمات الأساسية وانفلات أمني واسع النطاق.
المهمة تزداد تعقيداً في ظل غياب مظلة سياسية جامعة يمكن من خلالها بناء توافق حقيقي، الأمر الذي يضع الحكومة الجديدة أمام اختبار حاسم في قدرتها على انتشال السودان من أزمته المتعددة الأوجه.
وتعتمد فرص نجاح إدريس بدرجة كبيرة على قدرته في إدارة هذا التوازن الدقيق بين القوى المتصارعة، وإيجاد أرضية مشتركة تعيد الأمل في انتقال سياسي يعكس تطلعات السودانيين بعد سنوات من الاضطراب.