متابعات – النوارس – شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ليلة دامية إثر سلسلة انفجارات عنيفة هزت معسكر تدريب تابع لقوات الدعم السريع ومحيط مطار المدينة الدولي، وسط تضارب الروايات حول طبيعة الهجوم والجهة المسؤولة عنه.
بحسب إفادات شهود عيان لـ”دارفور24″، فقد رُصدت أضواء حمراء في الأفق الجنوبي للمدينة قرابة الساعة 10:45 مساءً، أعقبها انفجار ضخم يُعتقد أنه وقع داخل معسكر “كشلنقو” المخصص لتدريب عناصر الدعم السريع. وقال أحد السكان من جنوب نيالا إنه سمع بوضوح صوت طائرة عسكرية، يُرجح أنها من طراز “أنتنوف”، قبل سماع دوي الانفجار.
وتحدثت مصادر محلية عن سقوط عدد من الإصابات في صفوف الجنود داخل المعسكر، دون توفر حصيلة دقيقة. في المقابل، أفاد مصدر طبي بوصول ما لا يقل عن 15 مصابًا إلى أحد المستشفيات القريبة خلال الساعات الأولى من فجر الخميس، دون تقديم تفاصيل إضافية حول حالتهم الصحية أو طبيعة الإصابات.
وذكرت إحدى الأسر في حي “الوحدة جنوب” أنها فقدت نجلها المجند الذي كان يتدرب في معسكر “كشلنقو” وقت وقوع الهجوم، ما يشير إلى احتمال وقوع قتلى في صفوف قوات الدعم السريع.
وفي تطور ميداني لافت، هبطت طائرة شحن عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع في مطار نيالا بعد نحو نصف ساعة من الانفجار الأول، الأمر الذي أثار تساؤلات حول توقيت هذه الرحلة وظروفها، خاصة في ظل الوضع الأمني المتوتر.
لاحقًا، أكدت مصادر محلية من الأحياء الشرقية لنيالا وقوع انفجار ثانٍ حوالي الساعة الثانية صباحًا في محيط مطار نيالا الدولي، حيث شاهد السكان مجددًا ومضًا ضوئيًا أحمر في السماء قبيل الانفجار، ما يُعزز فرضية استخدام طائرات مسيرة في الهجوم، بحسب شهود من شمال شرق المدينة.
ورغم غياب بيان رسمي يوضح ملابسات الحادث، نشطت صفحات موالية للجيش السوداني على منصات التواصل في الحديث عن “هجوم جوي منسق” استهدف مواقع لقوات الدعم السريع داخل نيالا، مما يعكس حجم التوترات العسكرية المتصاعدة بين الطرفين في إقليم دارفور.
ولا تزال تفاصيل العملية قيد التحقق، في ظل حالة من الحذر والقلق تسود الأوساط المدنية مع استمرار التصعيد بين القوات المتحاربة.