متابعات – النوارس – في تصريح خاص، أعلن وزير الصحة بولاية الخرطوم، الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، عن تحسن ملحوظ في الوضع الصحي بالولاية في أعقاب تفشي الكوليرا، متوقعاً السيطرة الكاملة على الوباء مع حلول عيد الأضحى، و
انخفاضاً كبيراً في عدد الحالات خلال أسبوع واحد فقط.
ورغم استئناف خدمات الكهرباء والمياه، أشار الوزير إلى أنها لا تزال دون المستوى المطلوب من حيث الجودة، موضحاً أن الأوضاع المعيشية تظل صعبة في ظل استمرار حركة النزوح، وهو ما يؤثر سلباً على الاستجابة الصحية الشاملة.
وأوضح أن بداية ظهور المرض كانت في مدينة كوستي قبل ثلاثة أشهر، وهي منطقة لا تعاني من النزاعات، لكنها قريبة من حدود جنوب السودان، مما يرجح انتقال العدوى من هناك.
ومن ثم انتقل المرض إلى شمال ولاية النيل الأبيض، ومنه إلى ولاية الخرطوم بسبب موجات النزوح، خاصة بعد ما وصفه بـ”تحرير الصالحة والجموعية”، حيث أجبرت مليشيا الدعم السريع الأهالي على شرب مياه ملوثة بالصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى تصاعد معدلات الإصابة، لا سيما في مناطق أم درمان وكرري وأمبدة، قبل أن تتدخل السلطات للحد من الانتشار، خصوصاً في محلية جبل أولياء.
وأشار الوزير إلى أن عدد الإصابات في أم درمان فقط بلغ أكثر من 11 ألف حالة، إلا أن عدد الوفيات شهد تراجعاً من 40 إلى 23 حالة حالياً، وهو ما وصفه بنتيجة إيجابية تعكس فعالية التدخلات الصحية. وأكد أن الوزارة أنشأت 15 غرفة عزل مجهزة بالكامل، وزودتها بالمستلزمات الطبية والكوادر المدربة، كما تم تنفيذ حملات شاملة لتحسين النظافة ومكافحة الحشرات، مما ساعد في تقليص عدد الحالات الجديدة.
وفيما يتعلق بالاتهامات المتداولة حول وجود تسمم كيميائي، نفى الوزير هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً، موضحاً أن جميع الحالات تظهر عليها أعراض الكوليرا التقليدية، مثل الإسهال الحاد والقيء، دون وجود أي دلائل على تسمم كيميائي. ووصف هذه الاتهامات بأنها جزء من حملات التضليل المصاحبة للصراع.
وأكد الدكتور فتح الرحمن أن التنسيق مع الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية يسير بشكل جيد، ما ساعد في تعزيز الاستجابة الصحية. لكنه عبّر عن استيائه من محاولات تسييس الأزمة الصحية، مشدداً على ضرورة تغليب المصلحة الإنسانية فوق أي اعتبارات سياسية.
وفي ختام حديثه، أوضح الوزير أن حملة التطعيم قد بدأت بالفعل في محلية جبل أولياء، وستمتد لتشمل ثلاث محليات أخرى خلال الفترة المقبلة، وهو ما من شأنه، بحسب تقديراته، أن يؤدي إلى القضاء التام على الكوليرا في الولاية.