متابعات – النوارس – أعلنت وكالة أنباء الإمارات أن السلطات الأمنية في الدولة تمكنت من إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري بشكل غير قانوني إلى القوات المسلحة السودانية. ونقلت الوكالة عن النائب العام، حمد سيف الشامسي، أن الجهات المختصة ألقت القبض على أفراد خلية متورطة في أنشطة الوساطة والسمسرة والاتجار غير المشروع في الأسلحة، دون الحصول على التراخيص الرسمية المطلوبة.
ووفقاً لما ورد، جرى توقيف المتهمين أثناء قيامهم بمعاينة شحنة ضخمة من الذخائر داخل طائرة خاصة في أحد مطارات الدولة، كانت تضم نحو خمسة ملايين قطعة ذخيرة، كما ضُبطت مبالغ مالية كبيرة من عائدات الصفقة بحوزة اثنين من المتهمين في غرفهم الفندقية.
وأضاف النائب العام أن التحقيقات أظهرت تورط الخلية مع شخصيات بارزة في الجيش السوداني، من بينهم المدير السابق لجهاز المخابرات صلاح قوش، وضابط سابق في الجهاز نفسه، ومستشار وزير المالية السابق، إلى جانب سياسيين مرتبطين مباشرة بقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وياسر العطا، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال السودانيين.
وأشار إلى أن الصفقة شملت أسلحة من نوع كلاشنيكوف وذخائر ومدافع رشاشة وقنابل، بقيمة مالية تجاوزت ملايين الدولارات، وأن الجيش السوداني لعب دور الوسيط في نقل العتاد إلى شركة داخل دولة الإمارات.
وبيّنت التحقيقات أن الطائرة الخاصة، التي كانت قادمة من دولة أجنبية، أعلنت أنها تحمل أدوات طبية، لكنها في الحقيقة كانت تنقل العتاد العسكري وتم ضبطها أثناء التزود بالوقود تحت إشراف النيابة العامة.
في المقابل، كشف مصدر مطلع أن عدداً من الشباب السودانيين الذين تم اعتقالهم في الإمارات بين ديسمبر 2024 ويناير 2025 كانوا يسهمون في دعم بلادهم عبر توفير الأدوية والمواد الغذائية والضروريات، مستفيدين من دور الإمارات كمركز رئيسي للتجارة الإقليمية.
وأضاف أن ما تم نشره إعلامياً يحمل أبعاداً سياسية ويُستخدم للتغطية على الجرائم التي ترتكبها ميليشيات إرهابية، والتي تؤكد تقارير دولية موثوقة أنها تتلقى دعماً وتمويلاً مباشراً من أبوظبي.
وأشار إلى أن مزاعم استخدام مطارات الإمارات لنقل الأسلحة تبدو غير منطقية في ظل الجغرافيا الاستراتيجية للسودان، الذي يقع في قلب طرق التجارة العالمية. كما لفت إلى أن الأسلحة المشار إليها يتم تصنيعها محلياً في السودان منذ عام 1968، أي قبل نشوء دولة الإمارات نفسها، ما يجعل الادعاءات محل سخرية في الأوساط المتابعة للشأن السوداني.