تصعيد غير مسبوق في البيت الأبيض.. مواجهة حادة بين ترامب وزيلينسكي تنتهي بخروج مفاجئ!
متابعات - النوارس
متابعات – النوارس – شهد المكتب البيضاوي مواجهة كلامية غير مسبوقة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث تحول الاجتماع، الذي استمر لمدة ساعة وعشرين دقيقة، إلى مشادة حادة أمام الصحافيين وعدسات الكاميرات.
وأفادت مراسلة “العربية/الحدث” بأن هذا المشهد كان استثنائيًا ولم تشهد مثله خلال 20 عامًا من تغطيتها لأحداث البيت الأبيض.
خلال اللقاء، أثارت العديد من التفاصيل ردود فعل متباينة، حيث انتقد أحد الصحافيين مظهر زيلينسكي، متسائلًا عن سبب ارتدائه الزي العسكري بدلًا من ملابس رسمية أكثر ملاءمة للمناسبة.
وردّ الرئيس الأوكراني على ترامب قائلًا: “استقبلتني في البيت الأبيض لإهانتي”، مما زاد التوتر بينهما.
ومن غير المعتاد أن يجتمع الرئيس الأميركي ونائبه مع ضيف أجنبي بهذا الشكل العلني والحاد، خاصة وأن ترامب عادة ما يكون مستعدًا للإجابة عن عشرات الأسئلة دون تردد، لكنه هذه المرة بدا أكثر صرامة في حديثه مع زيلينسكي.
تجاوز الإهانة التي تعرّض لها الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض يبدو أمرًا معقدًا، خصوصًا أن المشادة وقعت أمام مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين يرون روسيا دولة معتدية وأوكرانيا ضحية للحرب.
وقد شهد اللقاء حضور عدد هائل من الصحافيين، حيث تجمع المئات أمام مداخل البيت الأبيض بدلاً من قاعة المؤتمر الصحافي المقرر عقده.
ووفقًا لمراسل “العربية/الحدث”، فإن هذه اللحظة ستظل حدثًا فارقًا يُذكر في كتب التاريخ والتقارير الوثائقية نظرًا لفرادتها وحدّتها.
تزامنًا مع ذلك، نشر ترامب تغريدة عبر منصته “ترو سوشال”، أشار فيها إلى أن زيلينسكي غير مستعد لعقد اتفاق، وأعلن إلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان من المفترض أن يعقد بعد الاجتماع.
وكان ترامب يسعى إلى إتمام صفقة المعادن النادرة بالتوازي مع مفاوضات إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، إلا أن زيلينسكي كانت لديه مطالب أوسع، مما أدى إلى تصاعد الخلاف بينه وبين نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس.
وانتهى اللقاء بمغادرة زيلينسكي والوفد المرافق له البيت الأبيض، بينما بقي ترامب في الداخل، وسط تقارير إعلامية أفادت بأن الرئيس الأميركي طلب من نظيره الأوكراني المغادرة.
وفي وقت لاحق، أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الاجتماع كان صعبًا، وأن زيلينسكي غادر مقر الرئاسة الأميركية دون التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن.
وأضاف أن إمكانية التوصل إلى اتفاق ما زالت قائمة، شريطة أن تُبدي أوكرانيا استعدادًا للحوار البناء، لافتًا إلى أن تحديد موعد جديد للمؤتمر الصحافي المشترك يعتمد على قرار الأوكرانيين.
خلال المناقشات، وجه ترامب انتقادات حادة لزيلينسكي، معتبرًا أن تصريحاته كانت غير محترمة، كما اتهمه بأنه في موقف ضعيف ولا يمتلك أوراق تفاوض حقيقية، قائلًا له: “عليك أن تبدي الشكر”.
وحذره من المخاطرة بإشعال حرب عالمية ثالثة، مضيفًا: “لا تخبرنا بما يجب أن نفعله… أنت ضعيف بدون الولايات المتحدة”. وتدخل نائب الرئيس جي دي فانس في الحديث، قائلاً: “أنتم تزجون بالكثير من الجنود إلى الحرب… الأفعال أهم من الأقوال”.
في المقابل، أشار ترامب إلى أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا “بات قريبًا”، مؤكدًا رغبة الولايات المتحدة في إنهاء القتال وتوجيه الأموال نحو إعادة الإعمار بدلاً من استمرار الحرب. كما أوضح أن صفقة المعادن مع أوكرانيا كانت “عادلة جدًا”، مشيرًا إلى أن المحادثات مع روسيا تسير بشكل إيجابي.
أما زيلينسكي، فشدد على رفضه لأي “تسويات” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن التفاوض مع “قاتل على أراضينا” أمر غير مقبول. وخلال الاجتماع، عرض صورًا توثق فظائع الحرب على ترامب، معبرًا عن ثقته بأن الأخير يدعم أوكرانيا.
وفي لحظة توتر إضافية، توجه زيلينسكي إلى نائب الرئيس فانس قائلاً له: “تحدث معي باحترام”.
وجاء هذا اللقاء في ختام أسبوع من التحركات الدبلوماسية المكثفة، حيث زار الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني البيت الأبيض لمحاولة إقناع ترامب بعدم التخلي عن دعم كييف. ومع ذلك، لم يبدِ ترامب التزامًا واضحًا بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، كما جدد رفضه لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا لأمنها القومي.