السودان يفجر المفاجأة.. الجيش بريء من الأسلحة الكيميائية و”الدعم السريع” متهم بحرق تاريخ البلاد
متابعات - النوارس
متابعات – النوارس – نفى وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، صحة الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة بشأن امتلاك الجيش السوداني أسلحة كيميائية أو استخدامها خلال النزاع المسلح الجاري في البلاد.
وأكد يوسف أن هذه المزاعم تفتقر إلى الأدلة، واصفًا إياها بأنها غير صحيحة ولا تستند إلى وقائع حقيقية. جاءت هذه التصريحات خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان “السياسة والأزمة الإنسانية”، عقدت ضمن أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن.
وأوضح الوزير أن الجيش السوداني لم يرتكب أي انتهاكات أو خروقات خلال عملياته العسكرية في الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع، مضيفًا أن القوات المسلحة السودانية لا تمتلك أسلحة كيميائية، وأي ادعاءات باستخدامها عارية تمامًا عن الصحة.
تصريحات يوسف جاءت ردًا على تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلًا عن أربعة مسؤولين أمريكيين لم يتم الكشف عن هويتهم، زعموا أن الجيش السوداني لجأ إلى استخدام أسلحة كيميائية مرتين على الأقل خلال معاركه للسيطرة على مناطق حيوية في البلاد.
وفي معرض تعليقه على العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اعتبر يوسف أن هذه العقوبات تفتقر لأبسط معايير العدالة والموضوعية، واصفًا القرار الأمريكي بأنه “غير أخلاقي” ويعكس حالة من الارتباك والتخبط في السياسة الأمريكية تجاه السودان.
في السياق ذاته، وجه الوزير اتهامات إلى قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة النطاق بحق الشعب السوداني، مشيرًا إلى قيام هذه القوات بإحراق المتحف الوطني، الذي يضم إرثًا تاريخيًا مهمًا للسودان، إضافة إلى تدمير دار الوثائق القومية، التي تحتوي على أرشيف يوثق تاريخ البلاد لأكثر من مئة عام.
واعتبر يوسف أن هذه الأعمال تمثل محاولة ممنهجة لطمس هوية السودان الثقافية والتاريخية، محذرًا من وجود جهات تعمل على تدمير السودان كدولة، دون أن يحدد هذه الأطراف.
وفيما يتعلق بالجهود السياسية للخروج من الأزمة، أشار الوزير إلى أن الحكومة السودانية أعلنت مؤخرًا عن “خارطة طريق” لتحقيق الاستقرار، تتضمن تشكيل حكومة انتقالية مدنية لفترة تمتد بين سنة إلى ثلاث سنوات، تضم كفاءات مستقلة، على أن تفضي هذه المرحلة إلى تنظيم انتخابات عامة حرة ونزيهة، تتيح للشعب السوداني اختيار قياداته بشكل ديمقراطي.
تشهد الساحة السودانية أوضاعًا معقدة، حيث تتداخل الأزمة الإنسانية مع الصراع السياسي والعسكري، في وقت تتزايد فيه الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة، وهو ما يعمّق حالة عدم الاستقرار. وفي ظل هذه الأوضاع، تبقى آمال السودانيين معلقة على نجاح المبادرات السياسية، وفي مقدمتها خارطة الطريق، باعتبارها أداة قد تساهم في استعادة الأمن والسلام، رغم استمرار التحديات والعراقيل التي تواجه البلاد.