متابعات – النوارس – تشهد أسواق جنوب الحزام، خاصة سوق (6) بمنطقة مايو، أوضاعًا معيشية متدهورة، مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية وندرة حادة في المواد الغذائية، ما يهدد بوقوع أزمة إنسانية خانقة.
ووفقًا لتقرير ميداني صادر عن غرفة طوارئ جنوب الحزام، فإن الأسواق تعاني من تصاعد كبير في الأسعار بالتزامن مع نقص حاد في بعض السلع، وسط تحذيرات من كارثة تلوح في الأفق.
وبحسب التقرير، فقد وصل سعر السكر إلى 10,000 جنيه للكيلو، بينما ارتفع سعر العبوة زنة 5 كيلو إلى 450,000 جنيه. أما العدس، فقد بلغ سعره 7,500 جنيه للكيلو، مع محدودية واضحة في المعروض، في حين اختفى الفول تمامًا من الأسواق، ما فاقم من صعوبات الحصول على مصادر غذائية بديلة.
كما شهدت أسعار الزيوت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر الرطل 5,000 جنيه، في وقت ارتفع فيه سعر حبة البصل الواحدة إلى 1,000 جنيه، وسط شح كبير واختفاء شبه تام لهذه السلعة. وسجلت البليلة العدسية ارتفاعًا قياسيًا، إذ بلغ سعر الجوال 400,000 جنيه، ما جعلها خارج قدرة كثير من الأسر.
وامتد الغلاء إلى اللحوم والأسماك، حيث بلغ سعر الكيلو 10,000 جنيه لكل منهما، بينما ارتفع سعر جوال الدقيق إلى 140,000 جنيه، الأمر الذي انعكس على أسعار الخبز، حيث أصبحت ثلاث قطع صغيرة تباع مقابل 1,000 جنيه.
أما الخضروات، فقد غابت تمامًا عن الأسواق، ما فاقم من معاناة المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن توفير أساسيات الغذاء.
الأزمة المعيشية تفاقمت مع تردي الأوضاع الأمنية، حيث أشار التقرير إلى أن المحال التجارية تضطر إلى الإغلاق عند الساعة الواحدة ظهرًا، بسبب تصاعد أعمال النهب والانفلات الأمني، ما أدى إلى محدودية النشاط التجاري وتراجع حركة البيع والشراء.
وقد أثرت هذه الظروف على التجار أنفسهم، الذين باتوا يخشون على سلامتهم وممتلكاتهم، في ظل غياب التدخلات الأمنية الفاعلة.
غرفة الطوارئ حذرت من أن استمرار هذه الأوضاع دون حلول عاجلة قد يقود إلى كارثة إنسانية، مع تنامي المخاوف من تفاقم نقص الغذاء وازدياد التوترات الأمنية.
ودعت الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري لتوفير السلع الأساسية وضبط الأسواق، إلى جانب اتخاذ تدابير أمنية لوقف التفلتات وحماية التجار والمواطنين.
الأوضاع الراهنة في جنوب الحزام تعكس أزمة مركبة، تجمع بين الغلاء الحاد وانعدام الأمن، ما يجعل المواطنين في مواجهة مباشرة مع شبح المجاعة، ويؤكد الحاجة الملحة لتحرك سريع يجنب المنطقة مزيدًا من التدهور والاضطراب.