متابعات – النوارس – يتفاقم الصراع المسلح في السودان، الذي دخل عامه الثاني، مع تصاعد استخدام المسيرات الحديثة من قبل الجيش وقوات الدعم السريع، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية.
وفي حادثة مأساوية جديدة، لقي الشاب أسامة صديق أحمد حتفه في منطقة أبو آدم جنوب الخرطوم، نتيجة إطلاق نار من مسيرة استهدفت منطقة سكنية يوم الاثنين 19 يناير 2025.
وأشارت لجنة مقاومة الخرطوم 3 إلى أن الهجوم وقع بالقرب من الأحياء السكنية والأماكن العامة، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
الأحداث الأخيرة شهدت زيادة في استخدام المسيرات لتنفيذ هجمات على أهداف مدنية وعسكرية، بما في ذلك استهداف محطات تحويل الكهرباء الرئيسية، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن ست ولايات.
ورغم جهود الفرق الهندسية لإعادة التيار الكهربائي، لا تزال بعض المناطق، مثل المرخيات في أم درمان، تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه نتيجة للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
التطور التقني للطرفين المتحاربين يتجلى في امتلاك مسيرات متطورة قادرة على التحليق لمسافات طويلة وتنفيذ هجمات دقيقة.
ووفقًا لمسؤول في البعثة السودانية لدى الأمم المتحدة، فإن الدعم السريع يستخدم مسيرات تنطلق من الأراضي التشادية، مما يهدد مدنًا رئيسية مثل الفاشر وعطبرة وأم درمان.
منطقة أبو آدم، التي وقعت فيها الحادثة، تُعتبر موقعًا استراتيجيًا مهمًا لاحتوائها على مصنع اليرموك للأسلحة والذخائر، مما يجعلها محورًا للصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتسيطر الأخيرة على أجزاء واسعة من جنوب الخرطوم، مما يزيد من احتمالات نشوب معارك جديدة في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، بات المدنيون في السودان يتحملون العبء الأكبر من الصراع، حيث يعانون من انعدام الأمن ونقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.
الوضع الإنساني المتدهور يفرض ضرورة تدخل عاجل من المجتمع الدولي لوقف التصعيد، خاصة في ظل اعتماد الطرفين على المسيرات الحديثة التي تزيد من معاناة السكان وتعمق أزمة البلاد.