متابعات – النوارس – تشهد امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام وضعاً غير مسبوق، حيث تبدو القاعات شبه خالية في بعض المراكز، مما يثير تساؤلات عميقة حول الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة.
في مركز المهندس الخاص للبنين بالمعيلق، جلس طالب واحد فقط في غرفة مخصصة لثلاثين طالباً، بينما وزع نظره بين المقاعد الفارغة من حوله، في وجود مراقبين اثنين. وفي غرفة أخرى بنفس المركز، حضر أربعة طلاب فقط، مقسمين على حجرتين، بمعدل طالبين لكل غرفة.
أما في مركز المهندس الخاص للبنات في المعيلق، فالوضع بدا أكثر لفتاً للانتباه، حيث لم تجلس سوى 10 طالبات من إجمالي 270 طالبة مسجلة، مما أدى إلى عدم فتح معظم القاعات المخصصة للامتحانات بسبب الغياب الكبير. هذه الأرقام تعكس واقعاً غير عادي، يدعو للتأمل في التحديات التي يواجهها الطلاب وأسرهم.
قد يكون للظروف الاقتصادية القاسية دور كبير في هذه الظاهرة، حيث تعاني العديد من الأسر من صعوبة توفير تكاليف التعليم والانتقال إلى مراكز الامتحانات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الهجرة الداخلية أو الخارجية قد ساهمت في انخفاض عدد الجالسين للامتحانات، إلى جانب الأزمات الاجتماعية والسياسية التي ألقت بظلالها على النظام التعليمي واستقرار العملية التعليمية.
غياب هذا العدد الكبير من الطلاب ربما يعكس أيضاً فقدان الثقة في النظام التعليمي أو تراجع الإيمان بقدرة الشهادة الثانوية على تحسين مستقبلهم الدراسي أو المهني. هذا الواقع يفرض على الجهات المعنية اتخاذ خطوات جادة لدراسة الأسباب، وتقديم حلول فعالة، مثل دعم الطلاب مادياً ومعنوياً، وتحسين جودة التعليم، واستعادة الثقة في النظام التعليمي، لضمان عدم تكرار هذه الظاهرة مستقبلاً، وحماية حق التعليم باعتباره ركيزة أساسية لتقدم المجتمع.
التعليقات مغلقة.