شنت القوات الجوية السودانية، صباح اليوم الثلاثاء، غارات جوية مركزة على مواقع تابعة لمليشيا الدعم السريع في مدينة أبو زبد بولاية غرب كردفان، في إطار عملية عسكرية تهدف إلى تفكيك قدرات المليشيا واستعادة السيطرة على المناطق الحيوية التي تحولت إلى نقاط تمرد خلال الفترة الماضية.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الضربات الجوية استهدفت تجمعات المليشيا في الأحياء الشرقية للمدينة، إضافة إلى محيط السوق الكبير الذي كان يُستخدم كمخازن للذخيرة ومراكز قيادة ميدانية. وأكدت التقارير الأولية تدمير عدة عربات ومعدات ثقيلة، مع تراجع عناصر المليشيا بشكل غير منظم نحو المناطق الزراعية على أطراف المدينة.
على إثر الغارات، شهدت أبو زبد حالة من الذعر بين السكان المدنيين، خاصة في المناطق القريبة من المواقع المستهدفة، ما دفع العديد منهم إلى النزوح المؤقت نحو القرى المجاورة، في ظل غياب ممرات آمنة وإجراءات حماية فعالة. وأشار شهود إلى استمرار أصوات الانفجارات لأكثر من ساعة، مع تحليق منخفض للطائرات في أجواء المنطقة.
تأتي هذه العملية ضمن خطة عسكرية موسعة تهدف القوات المسلحة من خلالها إلى تضييق الخناق على مليشيا الدعم السريع في كردفان الكبرى، بعد توسع نفوذها في بعض المدن والقرى. وأكدت مصادر عسكرية أن الضربات الجوية ستستمر خلال الأيام المقبلة لاستنزاف قدرات المليشيا، تمهيداً للبدء في عمليات برية مشتركة.
وفي مواجهة هذا الهجوم، تكبدت مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة في صفوف مقاتليها ومعداتها، مما دفعها إلى إغلاق الطرق الترابية التي تربط أبو زبد بباقي مدن غرب كردفان، في محاولة لمنع تقدم القوات الحكومية، وسط مؤشرات على اضطراب في قيادة المليشيا الميدانية عقب الضربات الأخيرة.