متابعات – النوارس – تعرضت مدينة بورتسودان لهجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدهور الوضع الأمني في واحدة من آخر المدن التي كانت توصف بالآمنة في السودان.
هذه الهجمات، التي استخدمت فيها صواريخ دقيقة، وقعت يوم الاثنين في بورتسودان وشكلت تحولاً غير مسبوق في مسار الحرب، إذ لم تُستهدف المدينة بمسيّرات منذ بداية النزاع، الأمر الذي زاد من شعور المواطنين بعدم وجود منطقة آمنة داخل البلاد.
يرى متابعون أن تنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة باستخدام تقنيات متقدمة لا يمكن أن يتم دون تدخل خارجي. وتشير معلومات مؤكدة إلى أن طائرة أوكرانية من طراز إيل-25 وصلت إلى مطار أمجرس في تشاد، حيث قامت بتسليم شحنة من الأسلحة الحديثة والمسيّرات إلى قوات الدعم السريع. وتفيد مصادر مطلعة على الشأن العسكري أن الطائرات المسيرة التي استخدمت في قصف بورتسودان تعود لأصل أوكراني.
في السياق ذاته، تحدث الصحفي مزمل أبو القاسم عن دور محتمل لخبراء أجانب في هذه العمليات، موضحاً أن الدعم السريع استخدم تجهيزات تقنية متطورة لإطلاق الطائرات من منطقة العطرون الواقعة في الصحراء الي مدينة بورتسودان .
كما ذهب الخبير السياسي عبدالله كرامة إلى ما هو أبعد من ذلك، مؤكداً أن الطائرات التي نفذت الهجمات تم تشغيلها بواسطة مختصين أوكرانيين، مستنداً في طرحه إلى مستوى التقنية المستخدمة في تنفيذ الضربات.
ما جرى يمثل تحولاً نوعياً في قدرات قوات الدعم السريع، التي لم تكن تملك مثل هذه الإمكانيات من قبل. توريد الطائرات بدون طيار من أوكرانيا، بالإضافة إلى إشراف تقنيين أوكرانيين على تشغيلها، يعكس تصعيداً خطيراً في طبيعة الصراع، ويثير مخاوف حقيقية من اتساع رقعته ليشمل دولاً أخرى في المنطقة.