متابعات – النوارس – تمكنت القوات المسلحة السودانية وقوات درع السودان من فرض سيطرتها الكاملة على مدينة الكاملين بولاية الجزيرة، مما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع إلى المناطق الحدودية مع ولاية الخرطوم، وتحديدًا في منطقتي الباقير وسوبا.
وتعد مدينة الكاملين من المواقع الاستراتيجية نظراً لقربها من ولاية الخرطوم، وقد عانى سكانها من انتهاكات متعددة خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع التي استمرت نحو عام.
وفقًا لمنصة أم القرى، فإن الجيش السوداني وقوات درع السودان نجحا في استعادة المدينة بشكل كامل، في تطور يعكس الانهيار المتسارع لقوات الدعم السريع التي فقدت نحو عشرين مدينة وبلدة في ولاية الجزيرة خلال يومين فقط.
جاء هذا التراجع مع التقدم السريع للقوات المسلحة من ود مدني وشرق الجزيرة، مما دفع قوات الدعم السريع إلى الانسحاب نحو الخرطوم بدلاً من محاولة الاحتفاظ بمواقعها داخل الجزيرة.
استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة تمنح الجيش السوداني تفوقًا استراتيجيًا، إذ تتيح له التقدم نحو مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، إلى جانب تعزيز قبضته على المناطق الشرقية والجنوبية للعاصمة الخرطوم.
وفي أعقاب وصوله إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، شدد نائب القائد العام، الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، على ضرورة إنهاء وجود المتمردين، في إشارة واضحة إلى استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق السيطرة الكاملة.
بالتزامن مع تراجع قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وانسحابها من عدة مناطق، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لشاحنات محملة بالأثاث والأمتعة تغادر العاصمة الخرطوم، كما شوهدت سيارات صغيرة تنقل أغراضًا شخصية وأجهزة منزلية باتجاه الغرب، ما يعكس حركة نزوح جماعي من بعض الأحياء جنوب الخرطوم.
كما شهد شارع الستين في شرق العاصمة إغلاقًا لعدد من المتاجر، في دلالة على تأثير التطورات الميدانية على الأوضاع الاقتصادية والحياتية للسكان.
تمكن القوات المسلحة من استعادة مساحات واسعة في ولاية الجزيرة، خاصة في المناطق الشرقية، إلى جانب تقدمها في الخرطوم بحري، يمنحها القدرة على محاصرة قوات الدعم السريع، مما يسهل إحكام السيطرة على مناطق شرق وجنوب العاصمة خلال الفترة المقبلة.