متابعات – النوارس – تعيش العملية التعليمية في السودان أزمة غير مسبوقة نتيجة الحرب المستمرة وتداعياتها التي أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي.
ووفقًا للجنة المعلمين السودانيين، حُرم حوالي 400 ألف طالب وطالبة من أداء امتحانات الشهادة الثانوية لعام 2023، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه القطاع التعليمي في البلاد.
وأفادت اللجنة بوجود مشكلات تنظيمية كبيرة، أبرزها تكرار أرقام الجلوس لبعض الطلاب، حيث تبين أن بعضهم يحمل أكثر من أربعة أرقام جلوس، إضافة إلى إدراج طلاب من دفعة 2024 ضمن قوائم هذا العام.
كما أوضحت اللجنة أن نسبة الغياب عن الامتحانات بلغت نحو 40% من العدد المسجل، وهو ما يعكس الظروف الأمنية واللوجستية الصعبة التي تحول دون مشاركة العديد من الطلاب.
وأُجريت الامتحانات في 64 محلية فقط من بين 190 محلية على مستوى السودان، مما أضعف شموليتها وأفقدها طابعها الوطني.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الطلاب الذين تمكنوا فعليًا من أداء الامتحانات يتراوح بين 150 و180 ألفًا فقط من أصل 580 ألفًا أعلنت الوزارة تسجيلهم قبل اندلاع الحرب، أي ما يعادل نسبة تتراوح بين 30% و40%.
وأشارت اللجنة إلى أن هذا الحرمان الواسع لم يكن بسبب ظروف قهرية فحسب، بل نتيجة إصرار حكومة الأمر الواقع على استخدام التعليم كأداة لإثبات قدرتها على فرض سيطرتها، بدلًا من التركيز على إيجاد حلول عملية تُقلل من تأثير الأزمة.
كما لعبت ممارسات قوات الدعم السريع دورًا سلبيًا، حيث منعت طلابًا في مناطق مثل الجزيرة والنيل الأبيض وولايات دارفور وكردفان من الوصول إلى مراكز الامتحانات.
هذه الأزمة تهدد بفقدان جيل كامل فرصته في التعليم، وهو ما قد ينعكس سلبًا على مستقبل السودان اجتماعيًا واقتصاديًا. يتطلب الوضع تدخلًا عاجلًا لإعادة تنظيم العملية التعليمية وضمان حق الطلاب في التعليم ضمن بيئة آمنة ومستقرة.
التعليقات مغلقة.