متابعات – النوارس – شهدت إثيوبيا نشاطًا زلزاليًا جديدًا بعد فترة هدوء دامت 45 يومًا، حيث سُجل زلزال بقوة 4.6 درجة وعمق 10.2 كيلومتر في 23 ديسمبر 2024، وآخر بقوة 4.4 درجة وعمق 10 كيلومتر في 21 ديسمبر.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الزلازل التي بلغت هذا العام 35 هزة أرضية تجاوزت قوتها 4 درجات، مقارنة بمتوسط خمس زلازل سنويًا قبل بدء تخزين المياه في سد النهضة عام 2020، فيما وصل العدد الإجمالي إلى 38 زلزالًا في عام 2023.
وفقًا لما أوضحه الدكتور عباس شراقي، خبير الجيولوجيا المصري، فإن هذه الزيادة في النشاط الزلزالي ترتبط جزئيًا بوجود سد النهضة، الذي يحتجز حاليًا 60 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل 60 مليار طن، مما يفرض ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية الهشة في إثيوبيا.
تقع المنطقة ضمن نطاق الأخدود الإفريقي، المعروف بكونه من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي والبراكين في القارة.
ورغم أن الزلازل الأخيرة تُعتبر ضعيفة إلى متوسطة، وتبعد نحو 600 كيلومتر عن سد النهضة، إلا أن المخاطر تظل قائمة، خاصة مع احتمال وقوع زلازل أقرب وأقوى. في مايو 2023، على سبيل المثال، وقع زلزال بقوة 4.4 درجة على بعد 100 كيلومتر فقط من السد، مما يؤكد وجود تهديدات مستقبلية محتملة.
استمرار النشاط الزلزالي بشكل متكرر يمكن أن يشكل خطرًا على سد النهضة، الذي اكتمل تخزينه وأصبح يمثل تهديدًا دائمًا نتيجة لضغط المياه الهائل. ورغم أن الخطر الفوري ليس وشيكًا، فإن الزلازل المتكررة قد تؤثر على استقرار السد على المدى البعيد، خاصة خلال موسم الفيضان بين يوليو وسبتمبر، حيث تزداد الضغوط بشكل ملحوظ.
التعليقات مغلقة.