متابعات – النوارس – استمر الحصار المفروض على القيادة العامة للقوات المسلحة لمدة أسبوعين، حيث كانت القوات المحاصرة، التي تضم نحو 500 جندي وضابط، تواجه ظروفًا بالغة القسوة، من جوع وعطش في طقس حار خلال بداية مايو. ورغم الضغوط الكبيرة التي فرضتها قوات التمرد، إلا أن معنويات القوات ظلت عالية، لكن التحديات تفاقمت مع ندرة الإمدادات الغذائية والمائية، وفشل محاولات إسقاط المؤن جوًا بسبب المضادات الأرضية.
عملت وحدة سلاح الإشارة بجهود مضنية لإرسال رسائل مشفرة إلى قاعدة وادي سيدنا، التي قررت تنفيذ خطة جريئة لإيصال الإمدادات عبر النهر. تم تجهيز القوارب النهرية بالمؤن الضرورية، مع إجراء تجربة أولية لضمان نجاح المهمة. ولتجنب اكتشافها، تم طلاء القوارب باللون الأسود وتعمدت الفرق استخدام التيار المائي بدلًا من تشغيل المحركات، لتجنب الضوضاء التي قد تنبه قوات العدو.
في ليلة 2 مايو 2023، بدأت القوارب رحلتها بصمت تام، متجهة نحو نقطة تحت جسر المنشية، حيث توقفت لبعض الوقت قبل أن تكمل طريقها عبر النيل، لتصل إلى محيط مستشفى العيون بالخرطوم. كان الاتفاق يقضي بإطلاق قذيفتين مضاءتين من داخل القيادة العامة كإشارة لوصول الصناديق.
مع وصول الإمدادات، امتلأت القيادة العامة بأجواء الفرح، حيث استقبل الجنود الصناديق التي احتوت على الماء والغذاء والدواء، إلى جانب أدوات الحفر التي ساعدت في التخفيف من أزمة العطش. تمت عملية نقل الصناديق وسط حماية نيران القوات المسلحة، وعادت القوارب بعد نجاح المهمة إلى قاعدة وادي سيدنا، حيث عمت الاحتفالات بهذا الإنجاز.
كانت عملية “عودة وحيد القرن” نموذجًا للشجاعة والتخطيط المحكم، ونجحت في فك الحصار عن القيادة العامة رغم المصاعب الجسيمة، لتظل شاهدًا على تضحيات القوات المسلحة ودورها البطولي في مواجهة التحديات.
عبدالشكور حسن احمد
المحامي
التعليقات مغلقة.