متابعات – النوارس – طائرات “بيرقدار” التركية: سلاحٌ استراتيجي يُغيّر موازين الصراع في السودان
في خضم النزاع العسكري المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دخلت طائرات “بيرقدار” التركية بدون طيار إلى الساحة كعنصر جديد وحاسم. وأكد مصدر عسكري رفيع أن الجيش السوداني تسلّم دفعة محدودة من هذه الطائرات قبل نحو شهر، وبدأ استخدامها في المعارك داخل ولاية الخرطوم. تعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش السوداني هذا النوع من الطائرات، مما يشير إلى تحول استراتيجي في مسار الصراع المسلح.
شهدت الأشهر الأخيرة سباق تسلّح مكثف بين الطرفين، حيث لعبت الطائرات المسيّرة دورًا محوريًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
خلال الأشهر الأولى، تمكنت قوات الدعم السريع من استخدام الطائرات المسيّرة للسيطرة على مواقع استراتيجية، ما دفع الجيش إلى تعزيز ترسانته من الطائرات وأنظمة التشويش.
تطور الصراع أيضًا مع استعادة السودان علاقاته مع إيران، ما أتاح له الحصول على طائرات “مهاجر” الإيرانية الشهيرة، التي ساعدته في إعادة التوازن على الأرض.
تتميز طائرات “بيرقدار” بقدرات تقنية استثنائية، حيث يمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 27,000 قدم، مع سرعة تصل إلى 240 كيلومترًا في الساعة، ومدى طيران يصل إلى 27 ساعة متواصلة.
كما أنها قادرة على حمل حمولة تقارب 1.5 طن، ما يجعلها فعّالة في تحديد الأهداف وتدميرها بدقة عالية. وفقًا لمصدر عسكري، تمكنت “بيرقدار” من تدمير أكثر من 50% من مدفعية الدعم السريع في الخرطوم، ما يعكس كفاءتها الميدانية.
الدور الذي لعبته “بيرقدار” في النزاع السوداني يعكس أهمية التكنولوجيا العسكرية الحديثة في تغيير موازين القوى. ومع تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة عالميًا، أضحت هذه التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من الحروب المعاصرة.
تُظهر تقارير التسليح والدفاع أن “بيرقدار” ليست حكرًا على السودان، إذ تملكها دول مثل قطر وأذربيجان وليبيا، وقد أثبتت فعاليتها في نزاعات عدة، بما في ذلك تحديد حطام مروحية الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في وقت سابق.
يرى الخبراء أن استخدام “بيرقدار” في السودان يعزز قدرات الجيش ويمنحه ميزة استراتيجية في الصراع. ومع استمرار السباق العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، قد تشهد الفترة المقبلة تطورات إضافية في استخدام التكنولوجيا العسكرية، ما يجعل هذا النزاع نموذجًا جديدًا لتحول الحروب التقليدية إلى حروب تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيّرة وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
التعليقات مغلقة.