متابعات – النوارس – أكدت شادية أحمد عبد الرحمن، مدير ديوان شؤون الخدمة المكلف، أن الخدمة المدنية في السودان تواجه تحديات كبيرة نتيجة الحرب وآثارها الممتدة.
أبرز هذه التحديات يتمثل في استمرار صرف أجور للعاملين الذين تعوقهم ظروف الحرب عن أداء مهامهم، بالإضافة إلى معاناة العاملين جراء النزوح وارتفاع معدلات التضخم، الأمر الذي جعل الهياكل الراتبية الحالية غير كافية، إذ لم تشهد أي تعديل منذ عام 2022.
كما يعاني الموظفون من أوضاع صحية ونفسية صعبة بسبب النزوح، مع توقف الترقيات والتعيينات، وهو ما أدى إلى انخفاض معنوياتهم، خاصة مع عدم انتظام دفع الرواتب في عدد من الولايات، مما أثر على الأسر التي تعتمد بشكل أساسي على هذه الدخل.
وأوضحت شادية أن هناك زيادة ملحوظة في طلبات الإجازات غير مدفوعة الأجر، فضلاً عن تسرب العاملين نتيجة عدم تحسين شروط الخدمة، إلى جانب النظرة السلبية التي باتت تسود بين الموظفين تجاه الوظيفة العامة، باعتبارها غير محفزة ولا تضمن استقراراً وظيفياً.
ولمواجهة هذه التحديات، اقترحت شادية تبني الدولة سياسات جديدة تراعي الواقع الراهن، مع مراجعة شاملة لقوانين ولوائح الخدمة المدنية لتواكب المتغيرات الحالية. كما شددت على أهمية تحسين شروط العمل، من خلال زيادة الرواتب والحوافز لجعل الوظائف أكثر جذباً واستقراراً.
وأشارت إلى ضرورة تفعيل برامج التدريب الداخلي والخارجي لرفع كفاءة العاملين، والإسراع بصرف مستحقات الموظفين الذين انتهت إجازاتهم دون راتب. ودعت إلى تعزيز قيمة العمل نفسه، بعيداً عن النظرة التي تحصره في مقابل مادي فقط.
واختتمت شادية بضرورة التعاون بين الدولة والجهات المعنية لإحداث تغيير جذري ومستدام في قطاع الخدمة المدنية، مؤكدة أن استقرار الخدمة المدنية يتطلب فصلها عن السياسات المتغيرة، مما يضمن مرونتها وفاعليتها في دعم عملية التنمية وإعادة البناء.
التعليقات مغلقة.