متابعات – النوارس – أكد محافظ بنك السودان، برعي صديق، أن الحرب الجارية في البلاد خلفت أضرارًا بالغة على مستوى البنية التحتية وعطّلت الأنشطة الاقتصادية بشكل كبير، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الإنتاج الزراعي والصناعي، وهما قطاعان يشكلان عصب الاقتصاد الوطني. وأوضح أن هذا التراجع الحاد زاد من تعقيد الوضع المعيشي للمواطنين وأثر على استقرار الاقتصاد بصورة عامة.
وفي سياق الحديث عن قرار تغيير العملة، أشار المحافظ إلى أن عمليات النهب التي تعرضت لها البنوك أثناء الحرب تسببت في تآكل المخزون النقدي وزادت من انتشار العملات المزيفة، ما أضر بالنظام المالي وأضعف الثقة في التداول النقدي. وأوضح أن تبديل العملة يُعد إجراءً ضروريًا لمعالجة هذه التحديات واحتواء الآثار السلبية للحرب على القطاع المالي.
وبيّن المحافظ أن الهدف الأساسي من هذا القرار يتمثل في مكافحة انتشار العملات المزيفة، إلى جانب تحسين إدارة السيولة وتعزيز الاستقرار النقدي. كما أشار إلى أهمية إعادة بناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات المالية، معتبرًا أن تبديل العملة خطوة محورية لتحقيق هذا الهدف.
ورغم أهمية القرار، لفت المحافظ إلى وجود عقبات كبيرة تواجه تنفيذه، من أبرزها ضعف البنية التحتية المصرفية نتيجة الحرب وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة. وشدد على ضرورة وضع خطة محكمة تشمل إصدار عملة جديدة بتصميم حديث يحد من التزوير، وتوفير فترة زمنية مناسبة لاستبدال العملة القديمة، إلى جانب إطلاق حملات توعية للمواطنين لضمان فهمهم للإجراء وأهميته.
واختتم المحافظ تصريحاته بالإشارة إلى أن قرار تبديل العملة جزء من جهود أشمل لإعادة الاستقرار إلى الاقتصاد الوطني، لكنه أكد أن نجاحه يتوقف على القدرة على التغلب على التحديات اللوجستية والميدانية التي تواجه البلاد في ظل الظروف الراهنة.
التعليقات مغلقة.